كوريا الشمالية: لماذا أثار استعراض عسكري التساؤلات؟
نظّمت سلطات كوريا الشمالية استعراضا عسكريا، إحياء للذكرى 73 لتأسيس الدولة الشيوعية، لم تظهر فيه أي من الصواريخ الباليستية الرئيسية.
وبث التلفزيون الرسمي، عوضا عن ذلك، مشاهد من الاستعراض، الذي أُقيم ليلا، ظهر فيها جنود وعمال يرتدون سترات واقية من الغازات.
وشوهد الزعيم، كيم جونغ-أون، الذي بدا أكثر نحافة من السابق، بين جموع بلا أقنعة، وهو يعانق الأطفال.
وتعاني كوريا الشمالية من نقص في الغذاء، ومن أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صورا لسيارات إسعاف وجرارات شاركت في الاستعراض أيضا، فضلا عن إطلاق ألعاب نارية.
ويرى بعض المحللين أن مشاركة جنود وعمال يرتدون سترات وأقنعة واقية من الغازات ربما تشير إلى إنشاء وحدة خاصة بمكافحة تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في الصين أن الرئيس شي جينبينغ بعث رسالة تهنئة إلى كيم جونغ أون بالمناسبة.
وتعد الصين أقوى حلفاء كوريا الشمالية، التي تعتمد على الجار الصيني في الحصول على الغذاء والمبيدات والوقود.
ولكن المبادلات التجارية بين البلدين تراجعت كثيرا، منذ أن أغلقت كوريا الشمالية حدودها البرية، لمنع تفشي فيروس كورونا في يناير/ كانون الثاني 2020، ورفضت بيونغيانغ أيضا 3 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للفيروس من الصين.
ومنذ 19 أغسطس/ آب، لم تسجل كوريا الشمالية أي حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، بحسب منظمة الصحة العالمية. ولكن منتقدي النظام يشككون في ذلك.
وجاء في تقرير منظمة الصحة العالمية الأسبوعي أن نحو 37291 شخصا، بينهم عاملون في الصحة وأولئك الذين يعانون أعراضا شبيهة بأعراض الانفلونزا، خضعوا لاختبارات، جاءت كلها سلبية.
ولكن كيم جونغ أون اعترف بأن بلاده تعاني من نقص في الغذاء، كما تحدثت تقارير لمنظمات إغاثة عن موت الناس جوعا في البلاد، بسبب الظروف الاقتصادية المتردية.
ولكن الظروف الاقتصادية لم تعطل البرنامج النووي في البلاد، إذ قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي إن بيونغيانغ أعادت، على ما يبدو، تشغيل مفاعل يمكن أن ينتج البلوتونيوم للأسلحة النووية، واصفة الأمر بأنه “تطور مثير للقلق”.