ذكر أشعث من قردة أبو قلادة يبوقف للاستراحة مؤقتاً أثناء صعوده صباحاً إلى جرف فوق وادي الصدع العظيم في شرق أفريقيا، تزهر المئات من هذه القردة آكلة العشب الوحيدة في العالم على هذه الهضبة بالمرتفعات الإثيوبية الوسطى حيث ظل أهالي القرى يوفرون الحماية للغطاء النباتي على مر قرون من الزمن.معلومات عن أبو قلادة ذو القلب النازف.
معلومات عن قردة أبو قلادة:
تعيش قرردة أبو قلادة في إثيوبيا فقط، ولكن أقاربها التي انقرضت كانت تسكن أراضي ممتدة من جنوب إفريقيا إلى جنوب أوروبا، بل وحتى الهد شرقاً.
لا تستخدم ذكور بو قلادة أنيابها الضخمة للصيد، لكنها تلجأ إليها عند القتال أو لتهديد الذكور الأخرى أو للدقاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة. وتتمتع هذه القردة بأضراس مميزة عن التي لدى الرئيسات الحية الأخرى، إذ تساعدها على طحن العشب.
يتيح القتال الهزلي لكل قرد يافع من قردة أبو قلادة إدراك حدود قدراته الجسدية. وتبقى القردة الرضيعة على اتصال دائم بأمهاتها، فمنها من يمتطي ظهر أمه للتنقل، أو يتخفى وراء ظهرها ليمارس لعبة إخفاء الوجه مع رئيسات أخرى أو يتخذ لنفسه ملاذاً تحت صدرها.
تتجمع قردة أبو قلادة طلباً للدفء ولا بد لها أن تعمل بجهد كبير وعناء حتى تحصل على أعشاب وبذور بضمن لها حاجتها من السهرات الحرارية ولذا فإنها تقضي معظم أيانها في الرعي متنقلة بسرعة على أرداعها، ويتيح لها هذا الأسلوب في التنقل تحرير اليدين وتخصيصها لنتف أكبر قدرة ممكن من العشب.
عندما يحين أوان الولادة، فإن إناث أبو قلادة المعروفة بطبعها الاجتماعي الكبير في منطقة غواسا عادة ما بيعزل لتتفادى السلوك العدواني للقردة الأخرى وتبقى صامتة في محاولة للإقلات من بطش الحيوانات المفترسة.
ينفق بعض صغار أبو قلادة من جراء الأمراض أو القتل العمد على يدإناث عازبات عدوانيات وقد تحمل الأم رضيعها النافق عدة أسابيع.
عندما يخيم الظلام على منطقة غوايا تبدأ قردة أبو قلادة بالركض السريع عبر المنحدرات لتؤوي إلى مراقدها في الأجراف الشاهقة، حيث تقضي الليل رابضة على حواف صخرية ضيقة، حتى تبقى بمأم من الفهوود والضباع والكلاب الضالة الشرسة.
البقاء للفرد العاشب:
عادة ما يخلط الناس بين أبو قلادة الذي يستوطن المرتفعات الإثيوبية وقرد البابون (الرباح)، ولكن قرد أبو قلادة في الواقع ه آخر نوع من جنسه المعروف علمياً بإسم (theropithecus). وسعياً وراء مؤشرات بشأن تطور الرئيسات يعتمد العلماء على ملاحظة هذا القرد الفريد من حيث البنية الجسدية و النظام الغذائي والسلوك، لا سيما أنه القرد الوحيد في العالم الذي يأكل العشب.
أقرب الأقربين الأحياء:
يشبه قرد أبو قلادة قرد البابون، ولكن ثمة اخبلافات جوهرية بينهما من الناحية التطورية.
أسنان تطحن العشب:
يستخدم أبو قلادة أنيابه للقتال والنباهاة ولديه قواطع صغيرة وأضراس كبيرة مسننة لطحن العشب. أما قرد البابون فمن القوارت ( أي عاشب ولاحم معاً).
يدان تجيدان الالتقاط:
وهب أبو قالدة إبهاماً طويلاً وقوياً وسبابة قصيرة نسبياً، يمنحانه قبضة شبيهة بالملقط، ما بتيح له التاط العشب ونتفه.
صدر أحمر:
يمتاز أيو قلادة دوناً عن سائر الرئيسات بالبقع الجلدية الحمراء على صدرة، والتي تبدو بارزة للعيان حتى عندما يكون جالساً بقتات من عشب الأرض، وذلك هو نشاطه في معظم فترة النهار. وتستأثر الذكور المهومنة بلون الصدة الأشد احمراراً.
ملاذ في المرتفعات:
تعيش قردة أبو قلادة في المرتفعات الشاهقة والوعرة، حيث تبقى محمية ضد الحيوانات التي تنافسها، في حين أدى المناخ المتغير في عصر البليستوسين إلى انقراض قدة أخرى آكلة العشب.