ألمانيا: قرار غريب بحق اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة لسورية
عانت بعض العائلات السورية في بلدان اللجوء من عرقلة السلطات الأوربية لإجراءات عودتهم لسورية،
حيث تقوم السلطات الألمانية بفك اللجوء للعائلات ولكن في نفس الوقت ترفض فك لجوء الأطفال في العائلة، ما جعل الأبوين يقفون مكتوفي الأيدي أمام احتمال فصلهم عن أطفالهم.
وصرّح بعض الأهالي المقيمين في ألمانيا عن معاناتهم مع المجتمع الألماني.
ألمانيا: حق اللجوء للسوريين يربحه الكثيرون ضد دائرة الهجرة في المانيا
حيث يقول الحاج محمد اللاجئ في ألمانيا وهو قادم من ريف حلب: “أنا لحد الآن وبعد وجودي في ألمانيا لمدة سنتين لم أتمكن من تعلم كلمة واحدة… ولا أستطيع أن أعمل، وقد اشتقت للعمل بالأرض … ولم أتمكن حتى الآن من فهم قوانين البلاد .. ولم أتمكن من الانسجام مع كلمات أحفادي ممازحين (لا تضربوني والله بسجنكن وبشكيكن للمشرف)، ولا أخفي أنني نادم لقدومي لألمانيا”.
الخبر كاذب : تركيا – إلغاء الفيزا للسوريين خلال يومين حسب المصادر
لا يعرف الحاج محمد إن كان خياره باللجوء لألمانيا موفقاً أم لا ولكن الذي يعرفه أنه قد يموت ولا يتمكن من العودة لسورية.
أما عن حرية اتخاذ القرار يقول أبو جمال القادم من ريف حمص: “لم أتصور أنني لا أستطيع أن أقرر … هل أبقى أم لا … سمعت عن عدة عائلات أرادوا بالعودة … وقاموا بتقديم طلب لفك اللجوء وهنا كانت المفاجأة حيث قامت السلطات الألمانية بفك لجوء الأب والأم ولكن رُفض طلب فك اللجوء للأطفال، وهذا الأمر زاد الموضوع تعقيداً حيث وقف الأبوين مكتوفي الأيدي أمام عدم موافقة السلطات على قبول لجوئهم من جديد أو طي طلب فك لجوئهم كي لا يتم إبعادهم عن أطفالهم”.
ومن جانبه ينفي رياض سعد الدين وهو قادم من ريف إدلب رغبة أبنائه بالعودة لسورية ويقول: “أتمنى العودة لسورية اليوم قبل الغد ولكن هناك الكثير من العراقيل وتأتينا المصائب من كل حدب وصوب، كم هي غريبة هذه القوانين كيف للدولة الألمانية أن تسأل طفل عن رغبته بالعودة؟ هل يستطيع الأطفال اتخاذ قرار كهذا؟ وهل من المعقول أن تستجيب السلطات الألمانية لطفل عمره 12 أو 13 سنة ؟! … أشعر أنني عاجز وأنني لست رب هذه الأسرة”.
ضاعت العائلات السورية وتشتت بين القوانين الألمانية في احترام الإنسان والطفل خاصة، وبين ما تربوا ونشأوا عليه من معايير دينية وأعراف وتقاليد تحكم علاقتهم الأسرية وأساليب تربية أبنائهم، كما يقول المثل الشعبي: “الله يرحم اللي بكاني وبكا الناسي عليي ولا ضحكني وضحك الناس عليي” أما موضوع عودة اللاجئين وأطفالهم فهناك لبس ولا يوجد قوانين واضحة وصريحة أو جهة رسمية تمنع العوددة، ولكن يتم وضع الكثير من العراقيل هنا وهناك.
وقال بعض اللاجئين أن الحكومة الألمانية تكلفت مبالغ طائلة جداً على الأطفال ولا يمكن أن يسمحوا بهذه البساطة أن يغادروا ألمانيا، وعن حاجتهم لتجديد مجتمعهم الهرم وبث روح الشباب فيه، فكيف ستسمح الحكومة هنا بعودة الأطفال وقد قدمت أناملهم السمراء على طبق من ذهب، لتصير سواعد قوية تقوم بحمل هذه الدولة الصناعية العريقة.
وتناقل الكثير من اللاجئين عن عائلات غادرت ألمانيا سراً “تهريب” دون علم السلطات الألمانية، لتجنب فصلهم عن أطفالهم في حال رفضت الحكومة الألمانية فك لجوء الأطفال.
وبحسب السيد قتيبة صالح القادم من اللاذقية: “من خلال عملي مع المشرفين الألمان كمترجم، من خلال الناشطين الألمان الذين يساعدون اللاجئين … اطلعت على عدد من المشكلات التي تواجه اللاجئين بالأخص الذين يرغبون بالعودة بسبب صعوبة تعلم اللغة الألمانية وبالتالي استحالة العثور على عمل والاندماج بالمجتمع المنفتح والمختلف العادات عن المجتمع السوري المحافظ، والتذمر من القوانين التي تجبر الآباء على اتباعها، فهنا في ألمانيا الدولة مسؤولة عن كل طفل منذ ولادته حتى يكبر، وهناك قوانين صارمة جداً تسري على كل قاطن في ألمانيا سواء كان من أصول ألمانية أو غير ألمانية (ممنوع ضرب الأطفال، ممنوع سبه أو شتمه، ممنوع الاقتراب من الأطفال في سن معينة خوفاً عليهم من التحرش أو .. أو …).
كل هذه القوانين غير مفهومة من قبل عدد كبير من اللاجئين ويتذمر الأهالي من مشرفي الرعاية الذين يزورون مراكزهم لمراقبة الأهل، وعادة تكون هذه المرحلة لدراسة الأشخاص عن قرب، ففي حال السب والشتمت يتم التنبيه وتسجيل “نقطة” في ملف الأهل، أما إذا كان هناك ضرب مؤذ فيتم فصل الأطفال فوراً، وإذا كان وضع الطفل بعض الفصل أفضل لا يتم إعادته لأهله، وتتم زيارته بشكل دوري من قبل أهله، وبسبب كل هذه الأمور قد يحدث هروب لبعض العائلات من هنا إلى دول عربية أو إسلامية”.
من جهة أخرى أكدت السيدة سكينة صالح والتي تتمتع بالجنسية الألمانية منذ الصغر عن عدم وجود أي قانون يمنعها من السفر والمجيء لسوريا، وتقول: “خلال الأزمة قررت زيارة أمي في سورية ولم تكن ابنتي قد أتمت الشهر من العمر، لكن طبيبي منعني بصفة غير رسمية بسبب عمر طفلتي الصغيرة وعدم استكمالها للقاحات اللازمة، ولكنه لم يثنيني عن الزيارة التي تمت دون أي عراقيل، وبالنسبة للأطفال وفصلهم عن الأهل يتم ذلك بحسب نسبة الضرر الذي تم إلحاقه بالطفل وفيما إذا كان متكرراً أم لا، فحالات الفصل غالباً تكون عند الأهل مدمني الكحول أو المخدرات”.
موقع أحلى عالم – أخبار الهجرة واللجوء